مساواة أم ... حقوق ضائعة ؟!

Author: الفقير الى الله /

لبنى شرف / الأردن

تطالب نساء اليوم بأمور كثيرة تزعم أنها حقوقها الضائعة ، و تستميت في سبيل الحصول عليها ، كحق المساواة بالرجل ، و حق الحرية في أن تعمل كالرجل في كل مجال ، و حتى في ساعة متأخرة من الليل ، و في أن تسافر وحدها إلى أي مكان شاءت و متى شاءت ، دون ضوابط و دون حدود ... الخ ، و هن يعقدن لأجل ذلك الندوات و المؤتمرات ، و يرفعن الشعارات !! ، و لكن ... هل هذا حقا ما تريده المرأة و تبحث عنه ؟ و هل هذه هي السعادة التي تبحث عنها ؟ و هل من العدل مساواتها بالرجل ، أم أن هذا ظلم لها ؟!! .

إن المرأة بمساواتها بالجل تحمل نفسها أعباء و تكاليفا فوق ما عليها ، لأن المساواة تعني أن تخرج للعمل لتنفق على نفسها كالرجل ، و أنها تقف في الحافلات و وسائل النقل المختلفة كما يقف الرجل ، و أن تنتظر كما ينتظر الرجل ركوب الحافلة ، و ليس لها أن تصعد قبله أو أن تأخذ دوره ، حتى و لو أظلم عليها الليل و هي تنتظر ، ... الخ .

هل هذا تكريم للمرأة ، أم أنه امتهان لها و لكرامتها ؟ أن تزاحم الرجال ، و تكدح في طلب العيش مع وجود من ينفق عليها ، و هي مع هذا تعاني في الحمل و الولادة و النفاس ، و الرضاع و الحيض ، و التربية و رعاية شؤون البيت ، و هذا كله لا يعانيه الرجل ، إذا فهي فعلا قد كلفت نفسها أعباء إضافية ، و هي بهذا قد ظلمت نفسها من حيث تدري أو لا تدري !! .

أيها الإخوة ، إن هناك ظلم يقع على النساء فعلا ، و إن هناك حقوق ضائعة لهن ، و لكن ليست تلك الحقوق التي ذكرناها آنفا و التي تطالب بها تلك الفئة من النساء ، كحق المساواة و غيرها كما ذكرنا ، و لكن هناك حقوق أوجبها لهن الشرع الحنيف و لكنهن قد حرمن منها ، فكم من النساء من يعانين من قسوة الآباء ، و ظلمهم لهن في تزويجهن ممن لا يرغبن و دون مشاورتهن ؟ . قال عليه الصلاة و السلام :" إذا أراد الرجل أن يزوج ابنته فليستأذنها " ، و قال :" الأيم أحق بنفسها من وليها ، و البكر تستأذن في نفسها ، و إذنها صماتها" ، و كان – صلى الله عليه و سلم – إذا أراد أن يزوج بنتا من بناته جلس إلى خدرها ، فقال : إن فلانا يذكر فلانة – يسميها ، و يسمي الرجل الذي يذكرها – فإن سكتت ، زوجها ، أو إن كرهت نقرت الستر ، فإذا نقرته لم يزوجها" .

و كم من النساء قد حرمن من حقهن في الميراث من قبل إخوانهن أو أعمامهن ... ؟ بل إن هناك آباء قد حرموا بناتهم حقهن في الميراث في حياتهم و قبل مماتهم !! ، و منهم من يعطون أولادهم الذكور العطايا و الهبات ، و يحرمون بناتهم منها ، و هذا ظلم كبير و جور لا يرضي الله و رسوله ، فعن النعمان بن بشير : أن أباه نحله نحلا ، فأراد أن يشهد النبي – صلى الله عليه و سلم – فقال : " كل ولدك نحلت كما نحلته ؟ " فقال : لا ، قال رسول الله – صلى اله عليه و سلم - :" إن عليك من الحق أن تعدل بين ولدك ، كما عليهم من الحق أن يبروك " .

أيها الآباء ، إن أردتم أن تدخلوا الجنة ، فاتقوا الله في بناتكم ، و أحسنوا صحبتهن ، فالنبي –عليه الصلاة و السلام – يقول :" ما من مسلم تدرك له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه أو صحبهما إلا أدخلتاه الجنة " .

و كم من الإخوة من يتجبر و يقسو على أخواته ، و يفعل بهن الأفاعيل المنكرة ؟!! أما سمع هذا الأخ قول الرسول الكريم – صلى الله عليه و سلم - :" من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فاتقى الله و أقام عليهن، كان معي في الجنة هكذا ، و أومأ بالسباحة و الوسطى " .

ثم ماذا نقول عن الأذى الذي يلحقه الأزواج بزوجاتهم ؟ ماذا نقول عن هذا الذي يهين زوجته و يحتقرها ، و يكيل لها الشتائم ، و يستولي على مالها ، و يمنعها من زيارة أهلها ؟ بل ماذا نقول عن هذا الذي يضرب زوجته ؟!!!. قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم - :" ألا عسى أحدكم أن يضرب امرأته ضرب الأمة ! ألا خيركم خيركم لأهله " .

أيها الرجال ، آباء كنتم أم أزواجا أم إخوانا ... ، يقول عليه الصلاة و السلام :" إنما النساء شقائق الرجال " ، و يقول :" إني أحرج حق الضعيفين : اليتيم و المرأة " ، و يقول :" إن الله يوصيكم بالنساء خيرا ، فإنهن أمهاتكم و بناتكم و خالاتكم ...".

فاتقوا الله ، و ارفعوا الظلم عن النساء ، و اتقوا دعوة المظلوم ، فإنها ليس بينها و بين الله حجاب . قال – عليه الصلاة و السلام - :" اتقوا دعوة المظلوم ، فإنها تحمل على الغمام ، يقول الله – جل جلاله - : و عزتي و جلالي لأنصرنك و لو بعد حين " ، و قال :" اتقوا دعوة المظلوم ، فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرار " ، و قال :" اتقوا دعوة المظلوم و إن كان كافرا ، فإنه ليس دونها حجاب " .

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا فالظلم يرجع عقباه إلى الندم

تنام عينك و المظلوم منتبه يدعو عليك و عين الله لم تنم

و كيف أيها المسلمون تريدون من الله أن ينصرنا و نحن يظلم بعضنا بعضا ، و القوي يأكل حق الضعيف ؟! ، لابد أن ينتهي الظلمة عن ظلمهم ، و أن تأخذ الأمة على يد الظلمة ، و إلا فلا تنتظروا أن يرفع الظلم عنا .

3 التعليقات:

عاشــــــ النقاب ـقــــة"نونو" يقول...

اهواي كلام وشعارات عاوزين الست ثائر وبس مساواة ازاي مش كفاية واجباتنا
هناخدبالمساواة عليها واجبات كمان
ربنا يشفي
الموضوع دة هناقشه في مدونتنا الجديدة قريب بتوسع دعمك يسعددنا
ساتاااااااااااااابعك
تحياتي
بوركت اخي
ارفع تاكيد الكلمة من التعليق

الفقير الى الله يقول...

شكرا على تشريفك ليا في مدونتي المتواضعه انا علشان لسه عملها فمختش بالي من كلمة التاكيد وانا شلتها
وشكرا على التنبيه

غير معرف يقول...

هى لا مساواة ولا حقوق ضائعة هو مجتمع باكمله ضائع غالبية المناديات بحرية النساء من شاكلة نوال السعداوى وكلام تسمية المولود بامه وخلافه ودول مصيبة
اما الناس بجد اللى بتعانى من سوء معاملة الرجال للنساء فمش من منظلق انهم سيدات انما من منطلق ان الرجالة دول مش عارفين دينهم ولا بيراعوا ربنا والله الحاجات دى ببتاخذ ذريعة لهدم الامة وبالفعل نجحت
والاهم ان فى كتير من النساء تقول المساواة مع انها ظلم ليها وتنسى اهم حاجة بيتها اولاده اللى بينشئوا مش لاقيين حنان الام الانها ارادت ان تتساوى وتتجاوز الرجل طول النها مش موجودة موفقتش بين شغلها وحياتها فى البيت انا مش هقول من غلط ومن صح كلنا غلط للاسف وبنحمل الدين حاجات هو برئ منها

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته"
وقال رفقا بالقوارير

وقال صلى الله عليه وسلم (إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله تعالى مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)
الفتنة فى زمننا مبقتش فتنة جسد ولا شكل وبس دى دخلت فى فتنة تسمى المساواة طب ما لو عايزين حقوقهم ما ينادوا احسن بارجاع الدين والعمل به كما يجب

والله مش هينصلح حالنا غير لما نلاقى ام زى ام صلاح الدين وزى ام الامام البخارى هما دول اللى ضمنوا دنياهم واخرتهم ويالها من مساواة

قمة التناقض


هناك تناقض كبير في نظرية داروين فهو يقول بالبقاء للأصلح ويقول بأنه بين الإنسان والقرد حلقة مفقوة كانت أكثر تطوراً من القرد ولكنها اختفت... فلماذا اختفت وهي الأصلح وبقيت القردة الأقل تطوراً منها كان يجب حسب (البقاء للأصلح) أن تبقى الحلقة المفقودة وتختفي القردة.
Powered By Blogger